التعليم العالي
يُعد التعليم العالي في الاردن أحد الركائز الأساسية التي تعتمد عليها الدولة لتحقيق التنمية المستدامة وبناء مجتمع معرفي قادر على مواجهة التحديات المستقبلية·
فقد شهد هذا القطاع تطورا ملحوظا على مر العقود، حيث تسعى المملكة جاهدة لتوفير نظام تعليمي يواكب المعايير العالمية ويُلبي احتياجات السوق المحلية والإقليمية·
يمتاز التعليم العالي في الأردن بتنوع المؤسسات الأكاديمية، من جامعات حكومية وخاصة وكليات مجتمع.
بالإضافة إلى ذلك البرامج الدراسية المتطورة التي تهدف إلى تعزيز الإبداع والابتكار·
كما تُولي المملكة اهتماما خاصا بالبحث العلمي، كونه أحد المحاور الرئيسية للنهوض بالمجتمع وتحقيق النمو الاقتصادي·
يتناول هذا المقال على منصة استاذي واقع التعليم العالي في الأردن، بما في ذلك تطوره التاريخي، وأبرز التحديات التي يواجهها، والجهود المبذولة لتحسين جودة التعليم وتعزيز فرص الطلاب على المستويين المحلي والدولي·
تاريخ التعليم العالي في الأردن
بدأ التعليم العالي في الأردن مع إنشاء “دار المعلمين” عام 1958، والتي هدفت إلى تأهيل المعلمين للعمل في المدارس، تبع ذلك تأسيس الجامعة الأردنية في عمان عام 1962 كأول جامعة في البلاد·
في السبعينيات والثمانينيات، شهدت المملكة تأسيس جامعات أخرى على سبيل المثال جامعة اليرموك عام 1976 وجامعة مؤتة عام 1981، ممّا أسهم في تعزيز البنية التحتية التعليمية وتلبية الطلب المتزايد على التعليم العالي·
تطور التعليم العالي في الأردن
البدايات والنمو
بدأ التعليم العالي في الأردن مع تأسيس الجامعة الأردنية في عام 1962، التي كانت بمثابة نقطة تحول في مسيرة التعليم الوطني·
منذ ذلك الحين، شهد القطاع توسعا ملحوظا من خلال إنشاء جامعات حكومية أخرى، على سبيل المثال جامعة اليرموك وجامعة العلوم والتكنولوجيا·
كما ازداد عدد الجامعات الخاصة، التي لعبت دورا هاما في استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلبة·
جودة التعليم
يعتبر تحسين جودة التعليم أحد المحاور الرئيسية التي يعمل عليها الأردن·
فقد أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العديد من المبادرات لتعزيز معايير الجودة، بما في ذلك الاعتماد الأكاديمي والتقييم الدوري للمناهج·
لكن، لا تزال الفجوة قائمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل·
اقرا ايضا: التجسير في الاردن .. دليل شامل
تحديات التعليم العالي في الأردن
التمويل والموارد
يعاني التعليم العالي في الأردن من نقص في التمويل، ممّا يعيق عملية التطوير والتوسع·
وتعاني الجامعات الحكومية بشكل خاص من ضغوط مالية تؤثر على قدرتها على توظيف كوادر أكاديمية متميزة وتحديث البنية التحتية·
البطالة بين الخريجين
تشكل البطالة بين خريجي الجامعات تحديا كبيرا، حيث لا تتواءم مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل·
على الرغم من ارتفاع عدد الخريجين في تخصصات مثل الهندسة والطب، إلا أن هناك نقصا في التخصصات التقنية والمهنية التي يحتاجها الاقتصاد المحلي·
الهجرة العكسية للعقول
تواجه الأردن ظاهرة هجرة العقول، حيث يهاجر العديد من الخريجين وأعضاء هيئة التدريس المتميزين إلى الخارج بحثا عن فرص أفضل· يؤثر ذلك سلبا على قدرة الجامعات على جذب الكفاءات والاحتفاظ بها·
دور التعليم العالي في التنمية المستدامة
يلعب التعليم العالي دورا محوريا في تحقيق التنمية المستدامة من خلال إعداد كوادر مؤهلة تسهم في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية·
كما يسهم في تعزيز البحث العلمي والابتكار، ممّا يدعم التقدم التكنولوجي ويعزز القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني·
الاعتراف الدولي والتصنيف الأكاديمي
حظيت الجامعات الأردنية باعتراف دولي متزايد، حيث تم تصنيف بعضها ضمن قوائم الجامعات العالمية المرموقة·
يُعزى ذلك إلى التزام هذه المؤسسات بمعايير الجودة الأكاديمية، وتطوير برامجها التعليمية، وتعزيز التعاون الدولي في مجالات البحث والتبادل الأكاديمي·
اقرا ايضا: رئيس الجامعة الأردنية: خريجونا يعملون في 88 دولة
الاستثمار في البحث العلمي والابتكار
تولي الحكومة الأردنية أهمية كبيرة لتعزيز البحث العلمي والابتكار كجزء من استراتيجيتها للتنمية المستدامة·
تم إنشاء صندوق دعم البحث العلمي والابتكار لتوفير التمويل للمشاريع البحثية، وتشجيع التعاون بين الجامعات والقطاع الصناعي، بهدف تحويل الأفكار المبتكرة إلى منتجات وخدمات تسهم في النمو الاقتصادي·
التوجه نحو التعليم التقني والتطبيقي
استجابة لاحتياجات سوق العمل المتغيرة، تم التركيز على تطوير التعليم التقني والتطبيقي من خلال إنشاء كليات تقنية وتطبيقية تقدم برامج متخصصة في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات، والهندسة التطبيقية، والعلوم الصحية·
يهدف هذا التوجه إلى تزويد الطلاب بالمهارات العملية المطلوبة وتعزيز فرص توظيفهم بعد التخرج·
مستقبل التعليم العالي في الأردن
التوجه نحو التكنولوجيا
تلعب التكنولوجيا دورا محوريا في تطوير التعليم العالي، وقد بدأت الجامعات الأردنية في دمج التعليم الإلكتروني والمناهج الرقمية ضمن برامجها الأكاديمية·
من المتوقع أن يزيد هذا التوجه من فرص التعلم ويقلل من تكاليف التشغيل·
التعاون الدولي
يسعى الأردن إلى تعزيز التعاون مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية الدولية·
يمكن أن يسهم ذلك في تحسين جودة التعليم، وتوفير فرص تدريب وبحث مشتركة، وتعزيز مكانة الجامعات الأردنية على الساحة العالمية·
التركيز على البحث العلمي
يعتبر البحث العلمي ركيزة أساسية للتعليم العالي، وتبذل الجامعات الأردنية جهودا لتعزيز هذا المجال من خلال زيادة الإنفاق على المشاريع البحثية وتشجيع الابتكار·
اقرا ايضا: الجامعات الأردنية المعترف بها في المملكة العربية السعودية
إحصائيات حديثة للتعليم العالي في الأردن
الهيكلية الحالية لمؤسسات التعليم العالي
تتألف منظومة التعليم العالي في الأردن من 39 مؤسسة تعليمية، موزعة بين الجامعات الحكومية والخاصة.
بالإضافة إلى ذلك الكليات الجامعية والمجتمعية·
تقدم هذه المؤسسات مجموعة واسعة من البرامج الأكاديمية في مختلف التخصصات، ممّا يتيح للطلاب خيارات متعددة تتناسب مع اهتماماتهم وطموحاتهم المهنية·
أنواع كليات المجتمع في الأردن:
تُعد كليات المجتمع في الأردن مؤسسات تعليمية تقدم برامج دبلوم لمدة عامين، تهدف إلى تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة لدخول سوق العمل مباشرة.
أولا: الكليات الحكومية: تتبع إداريا وماليا وأكاديميا لجامعة البلقاء التطبيقية، وتقدم برامج تعليمية متنوعة.
ثانيا: الكليات الخاصة: تتبع فنيا لجامعة البلقاء التطبيقية، وتقدم برامج تعليمية في مجالات مختلفة.
ثالثا: الكليات العسكرية: تتبع فنيا لجامعة البلقاء التطبيقية، وتختص بتدريب الكوادر العسكرية في تخصصات محددة.
رابعا: الكليات التابعة لوكالة الغوث وتشرف عليها الجامعة فنيا: تقدم برامج تعليمية في مجالات متعددة.
أمثلة على كليات المجتمع في الأردن:
- كلية الهندسة التكنولوجية: تقدم برامج في مجالات الهندسة التطبيقية.
- كلية الأميرة عالية: تختص بتخصصات متنوعة.
- كلية السلط للعلوم الإنسانية: تقدم برامج في العلوم الإنسانية والاجتماعية.
- كلية الزرقاء الحكومية: تقدم برامج تعليمية في مجالات متعددة.
- كلية وادي السير: تقدم برامج تعليمية متنوعة.
- كلية تدريب عمان: تختص بتدريب الطلاب في مجالات محددة.
إحصائيات حديثة للعام الجامعي 2024-2025
- عدد الطلاب: بلغ إجمالي عدد الطلاب المسجلين في مؤسسات التعليم العالي 474,618 طالبا، حيث يشكل طلاب الجامعات الحكومية 63%، بينما يشكل طلاب الجامعات الخاصة 37%·
- الطلاب الوافدون: يبلغ عدد الطلاب الوافدين 51,647 طالبا من 113 دولة، ممّا يمثل 11% من إجمالي عدد الطلاب، ويعكس ذلك جاذبية الأردن كوجهة تعليمية على المستوى الإقليمي والدولي·
- أعضاء هيئة التدريس: يضم القطاع 13,906 عضو هيئة تدريس، بنسبة 66% للذكور و34% للإناث، ممّا يشير إلى تنوع الكوادر الأكاديمية·
توزيع الطلاب حسب الدرجات العلمية:
- البكالوريوس: 81·9%
- الدبلوم المتوسط: 11·4%
- الماجستير: 4·8%
- الدكتوراه: 0·9%
- عدد التخصصات: تقدم المؤسسات التعليمية 2,487 تخصصًا، ممّا يوفر تنوعا أكاديميا يلبي احتياجات السوق المحلي والإقليمي·
اقرا ايضا: موقع استاذي .. منصة التعليم الرائدة في الشرق الأوسط
تابع ايضا: مؤسسة يونيهاوس البريطانية الدولية والتميز في مجال المنصات الرقمية التعليمية
