للقراءة فوائد مذهلة، فهي تعد المهارة الثالثة ضمن المهارات اللغوية الأربعة، حيث يسبقها الاستماع والتحدث، ويليها الكتابة.
ففي أي لغة، عادة ما تكون القراءة هي المهارة اللغوية الثالثة التي نتعلمها. في هذا المقال من منصة استاذي التابعة لمؤسسة يونيهاوس البريطانية التعليمية نستعرض معا ما هي القراءة، وأهميتها، وأنواعها، وفوائدها.
ما هي القراءة؟
القراءة هي عملية النظر إلى سلسلة من الرموز المكتوبة واستخلاص المعنى منها، عندما نقرأ، نستخدم أعيننا لتلقي الرموز المكتوبة (الحروف وعلامات الترقيم والمسافات) ونستخدم أدمغتنا لتحويلها إلى كلمات وجمل وفقرات توصل لنا شيئًا ما.
ويمكن أن تكون القراءة صامتة (في النفس أو العقل) أو بصوت مرتفع (حتى يتمكن الآخرون من الاستماع).
وهي مهارة استقبالية – من خلالها نتلقى المعلومات، لكنها عملية المعقدة تتطلب أيضا مهارة التحدث، حتى نتمكن من نطق الكلمات.
بهذا المعنى، تعد أيضا مهارة إنتاجية حيث نتلقى المعلومات وننقلها (حتى لو كان ذلك لأنفسنا فقط)، وذلك وفقا لما نشر موقع “englishclub“.
اهمية القراءة
القراءة مهارة تتعلمها وتحتفظ بها مدى الحياة حيث تعمل على تحسين الذاكرة وبناء مفردات قوية وأساس من المعرفة، وتضيف ثراءً وعمقًا للمعنى إلى حياة كل الذين يمكنهم الوصول إلى الفهم الحقيقي والعميق، ونستعرض معكم أهم 12 فائدة للقراءة:
فوائد القراءة
ما هي فوائد القراءة
1. تساعد على تنمية التعاطف
لا يمكنك أبدًا فهم شعور أن تكون في مكان شخص آخر. لكن التعاطف يعني أنك تستطيع أن تشعر بما قد يشعر به في موقفه.
أو ربما تكون قد مررت بشيء مماثل وتعرف حقًا كيف يشعر ذلك الشخص. عندما نشارك بعمق في قصة ما، حتى لو لم نتفق مع أفكار أو أفعال أو كلمات العديد من الشخصيات، فإننا مدعوون إلى التفكير في وجهة نظرهم.
إن الضياع في كتاب هو طريقة أخرى ممتازة لرؤية العالم من منظور مختلف. حتى لو كنت لا توافق مع المؤلف في كل صفحة، فأنت على الأقل تأخذ الوقت الكافي لسماعه والتفكير في وجهات نظر بديلة.
علاوة على ذلك في أغلب الأحيان، ستجد أن القراءة عن التجارب الشخصية يمكن أن تكون بمثابة محفز لتغيير طريقة تفكيرك.
2. تعمل على تحسين مهارات التفكير النقدي
تُعد القراءة أحد أهم الوسائل التي تعزز مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب بشكل خاص والشباب بشكل عام، من خلال استكشاف النصوص المتنوعة يتعلم الطلاب تحليل المعلومات، وتقييم المفاهيم، وطرح الأسئلة النقدية، وعدم الاكتفاء بما يتم طرحه فقط، وهي تتيح لهم فهم وجهات نظر مختلفة والتفاعل معها.
في السياقات التعليمية، تعزز القدرة على الاستنتاج والتفكير المنطقي، ممّا يساعد الطلاب في اتخاذ قرارات صحيحة أو منطقية على أقل تقدير. وتعزيز هذه الثقافة في المؤسسات التعليمية، سواء في الأسرة اولا ثم في المدراس ولاحقا في أي مؤسسة تعليمية هو استثمار في تطوير مهارات التفكير النقدي، ممّا ينعكس إيجابيًا على مستقبل الطلاب ومجتمعهم.
3. تبني المفردات بشكل أصيل وتعزز مهارات المحادثة
كلما زاد الوقت الذي يقضيه الطلاب في قراءة نصوص المستوى الدراسي، زادت احتمالية تعلمهم لكلمات جديدة.
وهذا ينطبق على الكتب التي يدرسها الطلاب بشكل مستقل وتلك التي يُطلب منهم أن يتدارسوها.
وهذا عمليا يمثل نقطة الانطلاق في جلب مفردات جديدة من جهة، والوصول إلى نصوص ذات مستوى أعلى.
بالإضافة إلى ذلك، فإن إشراك الطلاب في القراءة الحوارية، أو المحادثة حول الكتاب فإن ذلك يساعدهم على فهم كيفية التحدث ويمنحهم اللغة الرصينة ليكونوا قادرين على تجربة أنواع اخرى من المحادثات.
4. يمكن أن تساعد في تقليل التوتر لجميع الأعمار
إليك إحصائية مذهلة: القراءة لمدة ست دقائق فقط يمكن أن تقلل من التوتر بنسبة تصل إلى 68٪. عندما تقرأ، فإنك تشتت انتباه دماغك عن مشاكل اليوم.
وهذا يسمح لعضلاتك بالاسترخاء، ممّا يقلل من ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، فالاطلاع على كتاب أكثر فعالية في تقليل التوتر من الاستماع إلى الموسيقى أو حتى المشي.
5. القراءة تحسن النوم
هل القراءة تحسن النوم؟ يبدو الأمر غريبا، لكنه حقيقي! في هذا العصر حيث تحكم الأجهزة، فإن التقاط كتاب قبل النوم بدلاً من مشاهدة التلفزيون أو القيام بشيء على الهاتف هو وسيلة سهلة لمساعدة العقل على التهدئة وإشعار الجسم بأن الوقت قد حان للنوم.
علاوة على ذلك، فهي نشاط يعمل على تشغيل عقلك دون تحفيز جسدي نشط، ولهذا يمكنك القراءة أثناء الاستلقاء. إنها تعمل على العقل بينما يبقى الجسد مرتاح حتى النوم.
6. تساعد على بناء الذاكرة والحفاظ عليها
عندما تقرأ، يقوم دماغك بترميز وتخزين المعلومات بشكل نشط، ممّا يخلق روابط جديدة بين الخلايا العصبية، إن تصور المشاهد والشخصيات والتفاصيل من قصة ما ينشط المناطق الحسية في الدماغ، ممّا يعزز الاحتفاظ بالذاكرة من خلال الصور الذهنية الحية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن فعل مواجهة الكلمات والعبارات والمفاهيم بشكل متكرر أثناء القراءة يعزز مسارات الذاكرة، ممّا يؤدي إلى تحسين التذكر والاحتفاظ بالمعلومات على المدى الطويل.
7. تعزز مهارات الكتابة
من المستحيل فصل القراءة والكتابة عن بعضهما البعض، وإن ممارسة أحدهما يحسن بلا شك مهارات الآخر، ولهذا أحد أهم النصائح التي يقدمها الخبراء لمن يريد ان يحسن كتابته هو أن يقرأ أولا، وهذا ينطبق بشكل مباشر لمن يريد أن يحسن كتابته في لغة ثانية.
8. تعزز مهارات اللغة والتواصل
لا يبدو هذا الأمر واضحا، لكنه صحيح! لاحظ الباحثون أن القراءة تنعكس بشكل مباشر على جودة التحدث عن الإنسان، ولهذا تجد دائما أن القارئ يعبر عن موضوع معين باسلوب ومصطلحات أفضل بكثير من غيره، ويمكن أن يلحظ ذلك أي مراقب.
تابع أيضا: استراتيجيات التعليم الحديثة في العالم الرقمي
أهمية القراءة للأطفال
القراءة تلعب دورا أساسيا في تطوير مهارات الطفل اللغوية والاجتماعية، لتعزيز حبها لدى الأطفال يمكن ان تتبع المقترحات أدناه:
- اقرأ لطفلك يوميا قصصا ممتعة ومناسبة لعمره.
- خصص مكانا مريحا ومناسبا للقراءة في المنزل.
- اصطحب طفلك إلى المكتبة بشكل منتظم، ودعه يختار كتبه بنفسه.
- استخدم القصص المصورة أو الكتب التفاعلية التي تجذب انتباهه.
عبارات عن أهمية القراءة للأطفال
القراءة هي البذرة التي تزرع في عقول الأطفال لتنمو معهم وتفتح لهم آفاقا لا حدود لها.
فهي ليست مجرد كلمات تُقرأ، بل مغامرات تخاض، وأحلام تصنع، وعوالم تكتشف، لتبني أجيالا مبدعة ومثقفة، وأدناه بعض العبارات عن أهمية القراءة للأطفال:
- القراءة هي المفتاح لفتح أبواب الخيال والإبداع في عقل الطفل.
- كل قصة يقرأها الطفل تبني جسرا نحو المعرفة والحكمة.
- القراءة للأطفال هي استثمار في مستقبلهم، لأنها تنمي عقولهم وأرواحهم.
- من خلال الكتب، يعيش الطفل ألف حياة ويتعلم دروسا من عوالم مختلفة.
- القراءة تعزز الفضول والاكتشاف لدى الأطفال، ممّا يجعلهم متعطشين للمعرفة دائما.
- الكتاب هو أفضل صديق للطفل، يعلمهم ويواسيهم ويأخذهم في مغامرات لا حدود لها.
- القراءة منذ الصغر تعد الطفل ليصبح قائدا مفكرا في المستقبل.
- عندما تقرأ لطفلك، فإنك تمنحه الوقت والحب معا.
- القراءة للأطفال تغذي خيالهم، وتساعدهم على التعبير عن أنفسهم بثقة.
- كل صفحة يقرأها الطفل تضيف لبنة جديدة إلى بناء شخصيته وثقافته.
أنواع القراءة
عندما نقرأ النصوص، لا نقرأ بنفس الطريقة في كل مرة، غالبا ما يعتمد نوع القراءة الذي نتبعه على ما نريد الحصول عليه ممّا نقرأه، هل هو للمتعة أم أننا نبحث عن تعلم شيء جديد؟ ويمكن تصنيف أنواع القراءة إلى:
التصفح
تستخدم لجمع المعلومات الأكثر أهمية أو “جوهر” النص بسرعة.
استخدم قراءة التصفح للتعرف بسرعة على موقف إجمالي وليس من الضروري في هذا النوع فهم كل كلمة.
أمثلة على قراءة التصفح:
- الجريدة (للحصول بسرعة على الأخبار العامة لهذا اليوم)
- المجلات (للتعرف بسرعة على المقالات التي ترغب في قراءتها بمزيد من التفصيل)
- كتيبات الأعمال والسفر (للحصول بسرعة على المعلومات)
القراءة الدقيقة
تستخدم للتعمق في مفاهيم أو مواضيع معينة والحصول منها على معلومات دقيقة.
أمثلة على القراءة الدقيقة
- جدول القطار / الطائرة
- بحث علمي
- كتاب دراسي بهدف اجتياز الاختبار
القراءة واسعة النطاق
تُستخدم القراءة واسعة النطاق للحصول على فهم عام لموضوع ما، وتشمل قراءة النصوص الأطول، وكذلك المصادر المختلفة، وتستخدم مهارات القراءة واسعة النطاق لتحسين معرفتك العامة والتفصيلية بموضوع معين.
أمثلة على القراءة واسعة النطاق
- الاطلاع على عدة كتب في مجال معين
- الوقوف على مصطلح جديد والبحث في عدة مصادر للإحاطة به
القراءة النقدية
تُستخدم القراءة النقدية في النصوص القصيرة من أجل استخلاص معلومات محددة، وتتضمن قراءة دقيقة للغاية للتفاصيل، وفي هذه الحالة، من المهم أن تفهم كل كلمة أو رقم أو معلومة.
أمثلة على القراءة النقدية
- تقرير محاسبي
- مطالبة تأمين
- عقد
القراءة السريعة
القراءة السريعة هي تقنية تهدف إلى زيادة سرعة القراءة مع الحفاظ على مستوى جيد من الفهم والاستيعاب.
وتعتمد هذه التقنية على تقليل الوقت الذي تقضيه عيناك في التوقف على الكلمات أثناء القراءة، ممّا يتيح لك قراءة النصوص بشكل أسرع دون التضحية بجودة الفهم.
مهارات القراءة السريعة
تقنيات القراءة السريعة
للقراءة السريع العديد من المهارات والتقنيات، أهمها:
- توسيع مجال الرؤية: قراءة أكثر من كلمة في نظرة واحدة بدلا من التركيز على كلمة واحدة فقط.
- تقليل القراءة الداخلية: التخلص من عادة “نطق” الكلمات داخليا.
- التعرف على الكلمات المفتاحية: التركيز على الكلمات والجمل الرئيسية لتوفير الوقت.
- زيادة سرعة حركة العين: تقليل التوقفات البصرية والتنقل بسرعة بين الأسطر.
- استخدام المؤشرات: على سبيل المثال الإصبع أو القلم لتوجيه العينين أثناء القراءة بسرعة.
- التصفح المسبق: قراءة العناوين والعناوين الفرعية والملخصات للحصول على فكرة عامة عن النص.
- التدريب المنتظم: يوميا لتحسين السرعة مع الحفاظ على الفهم.
فوائد القراءة السريعة
- تحفيز الدماغ: تشجع الدماغ على معالجة المعلومات بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
- زيادة المعرفة: يمكنك الاطلاع على كم أكبر من المعلومات في وقت أقل.
- تعزيز التركيز: تقلل التشتت، ممّا يحسن من قدرتك على التركيز.
- التخلص من الإجهاد: قراءة النصوص بسرعة وفهمها تمنحك شعورا بالإنجاز والراحة.
مهارات القراءة
كيف تحسن مهاراتك في القراءة
هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها العمل على تحسين مهاراتك في القراءة، وفقا لما نشر موقع “cambrilearn” ومن بين أكثر الطرق فعالية لتحقيق التحسن ما يلي:
- القراءة بانتظام: اجعلها عادة من خلال تخصيص وقت مخصص كل يوم، اختر المواد التي تهمك، سواء كانت كتبًا أو مقالات أو مواقع عبر الإنترنت، فكلما قرأت أكثر، كلما تطورت مهاراتك في القراءة، وموقع “استاذي” يوفر لك العديد من المقالات التعليمية التي تساعدك على تحسين مهاراتك في مجال التعليم.
- تحديد الأهداف: حدد أهدافًا قابلة للتحقيق، على سبيل المثال إكمال عدد معين من الصفحات أو الفصول كل يوم أو أسبوع وقم بزيادة تعقيد وطول النصوص التي تقرأها تدريجيا مع تحسن مهاراتك.
- الانضمام إلى نادي الكتاب: المشاركة في نادي الكتاب يعرضك لوجهات نظر مختلفة ويشجع المناقشات حول العديد من الموضوعات التي تطرح، يمكن أن يحسن فهمك للنصوص ويعزز التفكير النقدي.
تابع أيضا: التعليم والتعليم الإلكتروني .. الدليل الشامل
مهارات القراءة الخمس
مهارات القراءة الخمس هي:
الطلاقة في القراءة (Fluency):
القدرة على قراءة النصوص بسرعة ودقة مع التعبير المناسب، ممّا يتيح فهم النصوص بسهولة دون الحاجة للتوقف عند كل كلمة.
فهم المقروء (Comprehension):
مهارة تحليل النصوص لفهم المعاني والمفاهيم الرئيسية، واستنتاج الأفكار الضمنية وربطها بالواقع.
المفردات (Vocabulary):
القدرة على التعرف على الكلمات الجديدة وفهم معانيها ضمن السياق، ممّا يعزز فهم النصوص وزيادة الثروة اللغوية.
الوعي الصوتي (Phonemic Awareness):
إدراك الأصوات في الكلمات، وهي مهارة أساسية تساعد الأطفال على التمييز بين الحروف والمقاطع الصوتية لفهم طريقة نطق الكلمات.
فك التشفير (Decoding):
القدرة على ترجمة الرموز المكتوبة (الحروف) إلى أصوات ونطق الكلمات، وهي أساس التعلم بشكل صحيح.