الفرق بين التوفل والايلتس
عالم اللغة الإنجليزية مليء بالتحديات، لكن لا شيء يتفوق على اللحظة التي تقرر فيها أنك ستتقدم لاختبار اللغة الإنجليزية الدولي، سواء كان الآيلتس (IELTS) أو التوفل (TOEFL)·
بمجرد أن تتخذ هذا القرار، تجد نفسك عالقا بين خيارين يثيران تساؤلات مثل: “أي الاختبارين هو الأنسب لي؟”، و”ما الفرق بينهما؟”·
في الحقيقة، هذا السؤال يواجهه الآلاف من الطلاب حول العالم الذين يتطلعون للدراسة أو العمل أو الهجرة إلى دول ناطقة باللغة الإنجليزية، وهنا يأتي السؤال الكبير: هل ستتخذ الآيلتس كدليل أم ستختار التوفل كمفتاح؟.
في هذا المقال على موقع “أستاذي“، سننطلق في رحلة ممتعة عبر عالم هذين الاختبارين العالميين، سنغوص في التفاصيل، ونكتشف الفرق بينهما، وسنساعدك على اتخاذ القرار الأمثل الذي يناسب أهدافك وطموحاتك·
ما هما الايلتس والتوفل
قبل أن نتعمق في التفاصيل، دعونا نبدأ بالتعريف السريع للفرق بين التوفل والايلتس·
اختبار الآيلتس (IELTS)
الآيلتس هو اختصار لـ International English Language Testing System، وهو اختبار دولي لقياس إتقان اللغة الإنجليزية، ويستخدم على نطاق واسع من قبل الجامعات، والحكومات، والمؤسسات حول العالم·
هناك نوعان من هذا الاختبار: الأكاديمي (Academic) والعام (General Training)·
الأكاديمي مخصص لأولئك الذين يسعون للدراسة في الخارج، بينما العام موجه للأشخاص الذين يرغبون في الهجرة أو العمل في بلد يتحدث الإنجليزية، وكذلك للذين يريدون اختبارا لغويا لأغراض عامة.
اختبار التوفل (TOEFL)
التوفل هو اختصار لـ Test of English as a Foreign Language، ويُستخدم بشكل خاص من قبل الجامعات الأمريكية بصورة رئيسية، بالإضافة لمعظم الجامعات حول العالم، والمؤسسات الأكاديمية·
يتم تقديمه عبر الإنترنت (TOEFL iBT) وفي بعض الحالات على الورق (TOEFL PBT)·
اختبارات التوفل الورقي (TOEFL PBT) أصبحت نادرة جدا، مع انتقال معظم المراكز إلى توفل الإنترنت (TOEFL iBT).
التوفل يُركّز بشكل أكبر على المهارات الأكاديمية ويعتبر الاختبار الأكثر طلبا من قبل الجامعات في الولايات المتحدة·
اقرا ايضا: اختبار الايلتس IELTS .. دليل عملي
الفرق في المضمون بين التوفل والايلتس: أكاديمي أم عملي؟
آيلتس: أكثر واقعية
اختبار الآيلتس يُعتبر أقرب إلى الحياة اليومية، حيث إنه مصمم ليختبر مهاراتك في اللغة الإنجليزية كما ستستخدمها في العمل والدراسة والمواقف الاجتماعية·
من السهل أن تجد نفسك في امتحان الآيلتس تواجه مواضيع مألوفة مثل المحادثات مع زملاء العمل أو كتابة رسالة بريد إلكتروني رسمية·
توفل: أكثر أكاديمية
على الجانب الآخر، يُركّز التوفل بشكل أكبر على المهارات الأكاديمية، حيث ان أغلب الأسئلة تدور حول محاضرات أكاديمية ومقالات علمية، لذا إذا كنت تخطط للدراسة في الخارج وتحتاج إلى التعامل مع المصطلحات الأكاديمية، فقد يكون التوفل هو الاختيار الأمثل·
مثال حي:
في قسم الكتابة للآيلتس، قد يُطلب منك كتابة مقال عن فوائد وسائل النقل العامة، بينما في التوفل، ستتعامل مع مواضيع مثل تأثير الثورة الصناعية على الاقتصاد الحديث·
هل ترى الفرق؟ أحدهما يُشعرك وكأنك تتحدث مع صديق، والآخر يجعلك تشعر وكأنك في وسط مناقشة أكاديمية جادة·
الاختلاف في المهارات المطلوبة
كلا الاختبارين يقيسان نفس المهارات الأساسية: القراءة، والكتابة، والاستماع، والتحدث، ولكن الطريقة التي يتم بها تقييم هذه المهارات تختلف بين الاختبارين·
التحدث: حوار شخصي أم عبر الميكروفون؟
في اختبار الآيلتس، ستتحدث إلى شخص حقيقي في مقابلة وجها لوجه، هذا يمكن أن يكون مخيفا قليلا إذا كنت متوترا من المقابلات الشخصية، ولكن من جانب آخر، قد يُشعرك بالراحة أكثر من التحدث إلى جهاز تسجيل·
في المقابل، في اختبار التوفل، ستتحدث إلى ميكروفون! نعم، ستحصل على تعليمات لتسجيل إجاباتك الصوتية، وتستمر العملية بدون الحاجة للتفاعل مع إنسان آخر·
الكتابة: عرض منطقي أم إبداعي؟
قسم الكتابة في الآيلتس يتطلب منك كتابة مقال بناء على رأيك الشخصي أو بناءً على موقف معين·
في التوفل، يُطلب منك عادة تلخيص محاضرة أكاديمية أو مقارنة بين مقالات مختلفة، مما يعني أنه عليك التركيز على التحليل والمنطق بدلا من الإبداع الشخصي·
نصيحة ذهبية: إذا كنت شخصا يحب التحدث عن رأيه ويعشق النقاشات، فقد يناسبك الآيلتس أكثر·
أما إذا كنت تميل إلى التفكير التحليلي والتفكير المنطقي، فقد تكون مستعدا لاختبار التوفل·
اقرا ايضا: اختبار التوفل .. دليل عملي شامل
الاختلاف في الأسلوب بين الآيلتس والتوفل
واحدة من أهم النقاط التي يجب أن تأخذها في الاعتبار هي الفروق في اللهجة واللغة بين الاختبارين·
الآيلتس: تأثير بريطاني
كونه يركز بشكل كبير على الإنجليزية البريطانية، سيتضمن اختبار الآيلتس مفردات وأسلوب نطق بريطاني·
حتى النصوص والحوارات التي قد تستمع إليها ستكون أقرب إلى اللهجات البريطانية·
إذا كنت ممن يستمتعون بمسلسلات “شيرلوك” أو “داونتون آبي”، فقد تكون مستعدا.
التوفل: كل شيء أمريكي
على الجانب الآخر، التوفل هو اختبار “بصوت” أمريكي، المفردات، والنطق، وحتى الهياكل النحوية ستكون موجهة نحو الإنجليزية الأمريكية·
لذا إذا كنت تشاهد “Friends” أو “Breaking Bad”، قد تشعر بأنك في أرض مألوفة مع التوفل·
مدة اختبار الآيلتس والتوفل وطريقة التقييم
الآيلتس: متنوع في أسلوبه
الآيلتس يستغرق عادة حوالي ساعتين و45 دقيقة لإتمامه، يتم تقييمه على مقياس من 0 إلى 9، ويمكنك الحصول على نتيجة كسرية (مثل 6·5)· كل قسم له وزنه الخاص، وبالنسبة للكثيرين، يبدو هذا النظام أكثر وضوحا وسهولة·
التوفل: تجربة أطول ولكن دقيقة
اختبار التوفل قد يأخذ ما يصل إلى أربع ساعات لإكماله، وقياسه من 0 إلى 120·
النتيجة النهائية هي مجموع النقاط التي تحصل عليها في كل قسم من الاختبار، لذا فإن دقتك في كل جزء تلعب دورا كبيرا في نتيجتك الإجمالية·
أيهما يجب أن تختار الآيلتس أو التوفل؟
الآن بعد أن عرفنا الفروق الأساسية بين الآيلتس والتوفل، دعنا نحاول الإجابة على السؤال الكبير: أيهما يجب أن تختار؟ إليك بعض النصائح:
1· ادرس متطلبات الجامعات أو المؤسسات
أول شيء يجب أن تفعله هو التحقق من متطلبات الجامعات أو المؤسسات التي تقدم عليها·
بعض الجامعات تفضل التوفل، بينما قد تكون أخرى أكثر ترجيحا مع الآيلتس·
قد تعتمد بعض الدول، مثل المملكة المتحدة وأستراليا، بشكل أكبر على الآيلتس للهجرة والوظائف·
2· حدد أسلوب الاختبار الذي يناسبك
إذا كنت تحب التحدث مع أشخاص وتفضل اللهجة البريطانية، فإن الآيلتس سيكون خيارا جيدا·
أما إذا كنت مرتاحا مع اللهجة الأمريكية ولا تمانع التحدث إلى ميكروفون، فقد يكون التوفل هو الأفضل·
3· فكر في مدة الاختبار
إذا كنت تفضل اختبارا أقصر وأكثر تنوعا في الأسئلة، فإن الآيلتس قد يكون أكثر مناسبة لك·
أما إذا كنت لا تمانع في الجلوس لأربع ساعات لتقديم أفضل ما لديك، فالتوفل قد يكون الخيار الصحيح·
اقرا ايضا: اختبار بيرسون PTE .. دليل شامل
نصائح ذهبية للتفوق في الآيلتس والتوفل
بعد أن تعرفت على الفرق بين الآيلتس والتوفل، ربما تكون قد اتخذت قرارك بالفعل، ولكن بغض النظر عن الاختيار الذي قمت به، إليك بعض النصائح التي ستساعدك في التفوق:
الممارسة المنتظمة: ليس هناك طريق مختصر، سواء كنت تستعد للآيلتس أو التوفل، عليك التدرب بانتظام على الأقسام الأربعة·
اعرف نقاط قوتك وضعفك: ربما تكون قويا في الاستماع ولكن تحتاج إلى تحسين في الكتابة· ركّز على تحسين نقاط الضعف لديك·
استخدم موارد متعددة: هناك العديد من الكتب والدورات التدريبية المتاحة عبر الإنترنت· لا تعتمد على مصدر واحد فقط، بل استخدم مزيجا من الكتب والفيديوهات والتطبيقات·
حافظ على هدوئك: في يوم الامتحان، حافظ على هدوئك وكن واثقا من نفسك· لقد قمت بكل التحضيرات، والآن حان وقت الإبداع!
في الختام
سواء اخترت الآيلتس أو التوفل، تذكر أن كلا الاختبارين يهدفان إلى تقييم قدراتك في اللغة الإنجليزية بشكل موضوعي·
الأهم من ذلك هو أن تكون مستعدا وتقوم بالممارسة المستمرة· لا تدع التوتر يسيطر عليك، بل استمتع بالتجربة!
إذا كنت لا تزال مترددا، جرب بعض نماذج الاختبارات لكل منهما، فقد يساعدك ذلك على تحديد أيهما يناسبك بشكل أفضل·
وكما نقول دائما، الرحلة إلى النجاح تبدأ بخطوة صغيرة، واتخاذك للقرار الصحيح هو أول هذه الخطوات·
تابع ايضا: مؤسسة يونيهاوس البريطانية الدولية والتميز في مجال المنصات الرقمية التعليمية
